لازالت أساليب الاعتماد على العقاقير والأعشاب الطبية شائعة بكثرة،
رغم التطور الطبي وتوفر الاختصاصات التي يشهدها هذا القطاع، غير أن العديد من
العائلات بقيت تقصد دكاكين العشابين لاقتناء ما يلزمها من اجل التداوي بالطريقة
الطبيعية، وتشهد معظم الأسواق العربية انتشارا رهيبا لباعة العقاقير والأعشاب
الطبية خاصة لدى النساء وكبار السن، الذين
أثبتت لهم فعاليتها في معالجة العديد من الأمراض، الا أن جهل العديد من المواطنين
بمخاطر التداوي العشوائي بالأعشاب قد يؤدي
الى الاصابة بالتسممات، وأحيانا إلى الوفاة، فما مدى خطورة التداوي
العشوائي بالأعشاب الطبيعية ؟ وما كيفية تجنب ضرر العلاج بالأعشاب؟
ما المقصود بالطب البديل؟
الطب البديل: هو الممارسات الطبية التي يقوم بها أشخاص من غير الأطباء
أو المجازين من كليات الطب أو الصيدلة المعتمدة عالمياً، ويعتمد بشكل رئيسي على
الأعشاب وبعض الطقوس والمواد مجهولة المصدر.
خطورة التداوي بالأعشاب؟
غالبا ما يؤدّي التداوي بالأعشاب الى الاصابة بالتسمّمات، وأحيانا إلى
الوفاة، وممّا يزيد من حدّة المشكل هو تفاعل مكوّنات الاعشاب بسبب خلطها، خصوصا مع
الجهل وغياب الدراية بمكونات النبتة، وطريقة اعدادها واستهلاكها.
صحيح أنّ بعض الأعشاب لها تـأثيرات طبية علاجية حقيقية بالفعل، لكنها
في الوقت ذاته قد تسبب أضرارا جانبية خطيرة، لأنها يمكن أن تكون مختلطة ببعض
الموادّ الضارة التي تسبب آثار جانبية على صحة المستهلك، اضافة إلى وجود خطأ في
تحديد الجرعة المناسبة لكل مريض حسب درجة مرضه أو شدته.
ومن هنا فإن خطورة الخلطات العشبية تكمن في عدة أشياء منها مصدر هذه
الأعشاب، نظرا لأن منطقة زراعتها ربما تكون ملوثة بالمعادن السامة مثل الرصاص
والزئبق، أو تكون المياه المستعملة في الرّي ملوثة بالمعادن السامة.
كما تزيد الطريقة غير الصحيحة لتخزينها من حدّة الضرر، فحينما تكون
مناطق التخزين ذات رطوبة أو حرارة عالية، فإنّها تسمح بتكاثر البكتيريا والفطريات
والخمائر، كما أنّها تكون معرضةً للحشرات أو القوارض مثل الفئران أو الجرذان الشيء
الذي يسبّب تلوّث هاته الأعشاب، ويلغي فائدتها العلاجية، كما يجعلها مصدرا
للتسمّمات، وخاصةً حينما يتناولها الأطفال، النساء الحوامل أو كبار السّن.
كيفية تجنب ضرر العلاج بالأعشاب؟
- إن للأعشاب الطبية فوائد معروفة منذ القدم، لكن الطريقة التي يتم
بها تناول الأعشاب خاطئة فلا بد أن تخضع الأعشاب لأسلوب علمي، ودراسات وتحاليل كي
تتمُّ فائدتُها، مع ضرورة تحديد الجرعة المناسبة لكل مريض حرصا على سلامته.
- ينبغي أن يكون الأمر مبنيا على دراسة من المتخصصين تشمل تحديد
المادة الفعالة ومميزاتها وأعراضها الجانبية، وتحديد الجرعة العلاجية، والطريقة
المثلى للاستخدام، ودرجة نقاء الاعشاب المستخدمة، والرقابة على تخزينها وصلاحيتها
للاستخدام.
- استعمال الاعشاب التي يحضّرها الاخصائيون في مصانع خاصّة بها،
بطرق سليمة ومدروسة، لأنّ هذه المصانع تصنّع الأدوية بعدما تتخلص من الأضرار
الجانبية للأعشاب، حتى تكون لها الفائدة العلاجية، وتباع بمحلاّت مخصّصة لها
ومرخّص لها بصفة قانونية.
- تجنّب استعمال الاعشاب التي تباع عند العطّار أو على الأرصفة.
- استشارة الأخصائيين في تحضير الاعشاب لمعرفة نوع النباتات
العشبية المناسبة للمرض، وكذلك الجرعات التي يحتاجها كلّ مريض.
- يجب الحذر من الخلطات المغشوشة، وعدم تداولها أو شرائها فهي مصدر
للتسمّمات، كما أنّها تؤدي إلى مخاطر ضارة على الصحة، وقد تؤدي إلى إعاقة أو اجهاض
الجنين، إذا ما تمّ تناولها من طرف المرأة الحامل.
ختاما:
في كل الأحوال
ومهما كانت المبررات والأسباب التي تدفع بالفرد إلى اختيار التوجه نحو محلات
الأعشاب بدل الطبيب.
ما هي مخاطر التداوي بالأعشاب والطب البديل؟
تمت مراجعته من قبل ذ. مصطفى
في
2/07/2020 03:33:00 ص
تقييم:
ليست هناك تعليقات: